⚘شهر في رحاب الحرمين الشريفين!
د. محمد عرفان الدين كورنياوان
فضيلة رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
صاجب السمو الأمير الأستاذ الدكتور ممدوح بن ثنيان آل سعود
فضيلة النائب التنفيذي لشركة السقيفة: الدكتور سعود السلومي
فضيلة رئيس برنامج تعلم العربية: الدكتور بدر الحربي
فضيلة المعلمين الكرماء
الدكتور رابح العوفي
الدكتور أحمد الشنقيطي
الدكتور محمد الحارثي
الدكتور ناصر الراجح
الدكتور زياد الحربي
الدكتور إبراهيم العبود
وأصدقائي الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
أيها الحاضرون المحبوبون
أقدم لكم كلمة : شهر في رحاب الحرمين الشريفين
شهدت رمضان في عدد من المدن والعواصم، ابتداء من مدينة تشيأنجور حيث فيها جبل الأخضر(Puncak)، وفونوركو، وكديري، كلاهما في جاوا الشرقية و كنداري في سلاويسي الجنوبية، وجاكرتا عاصمة إندونيسيا حيث فيها جامعة دار النجاح، وكذلك وكوالالومبور بماليزيا، وغيرها.
ورمضان في كل مدينة من هذه المدن له نكهة خاصة، وطعم خاص متميز. وكنت لا أحضر شهر رمضان فقط، وإنما أشهد عرساً من أعراس الإسلام ومواسمه العظيمة!
أيها الأصدقاء الأحباء
وقدَّر الله هذا العام، فشهدت رمضان في رحاب الحرمين الشريفين، فإذا بالنكهة تختلف تميزاً، وبركة، وحضوراً، وإذا بالطعم ذي ألوان متنوعة، وإذا هو عرس الأعراس، وموسم المواسم!
والتحضير لهذا الموسم العظيم كان بإشارة نبوية عندما قال النبيﷺ: “عمْرَة فِي رَمَضَان تعدل حجَّة” رواه البخاري
وفهم المسلمون هذه الإشارة النبوية، فهم يطبقون ذلك منذ أربعة عشر قرناً! وهذا مثال جديد على مدى تأثير الكلمات النبوية في العالم.
وحضرت هذا الشهر إلى المسجد الحرام والنبوي، وكان الازدحام شديداً، وشعرت كأني في موسم الحج من أيام ذي الحجة، الآلاف من البشر تفترش الأرض، وتلتحف السماء!
وأعظم النكهة، أنني أحضر ليس فقط طلبا للعمرة في رمضان وإنما طلبا للعلم وهو اللغة العربية، لغة القرآن، لغة أهل الجنة.
الأحباء الكرماء
أنا شخصيا، أشهد، بأن اللغة العربية أحب لغات عندي. ولقد قال هلموت ريتر ( Helmut Ritter) إذا أردت، أن تكون، عالما، فعليك زيادة عدد ساعات المذاكرة وعليك تعلم اللغة العربية أولا.
والسؤال أيها الأصدقاء
لماذا قال هلموت ريتر ( Helmut Ritter) بهذا القول؟ بعد أن طلعت بعض الكتب والمقالات فوجدت أن اللغة العربية هي اللغة السامية الوحيدة التي عمرها آلاف السنين وما زالت قائمة حتى يومنا هذا.
هناك أربع لغات مؤثرة في تاريخ العالم، وهي السنسكريتية واليونانية واللاتينية والعربية. ماتت اللغات الثلاث الأولى، لكن العربية استمرت.
على سبيل المثال، إذا أراد الناس اليوم قراءة الكتب المكتوبة باللاتينية منذ مائتي أو ثلاثمائة عام فقط، فمن المؤكد أن هذا الشخص سيواجه وقتًا صعبًا للغاية.
وفي الوقت نفسه، إذا أراد الناس قراءة الكتب باللغة العربية، ربما الكتب التي يبلغ عمرها مائتي أو ثلاثمائة عام، فلا يزال من السهل قراءة الكتب التي يبلغ عمرها 1000 عام.
ولذلك، أحرص في طلبها وأريد أن يكون حبي لهذه اللغة كحب أبي الريحان البيروني، حيث أنه قال ” أهجى بالعربية أحب إلي من أن أمدح بغيره” ولاسيما مقر تعلمها في جامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان المدرسون متميزين، حادقين، متأهلين، متبسمين.
لقد سمعت وشهدت الكرم والجود من هذه الجامعة التي أعطت منحة دراسية عندما كنت في الثناوية، وسعيت للالتحاق وقدر الله لم أنجح في ذلك.
والحمد لله، بعد عشرين سنة شعرت البيئة التعليمية في هذه الجامعة، مهما لمدة شهر. وأدعو الله أن يكون أبنائي وطلابي يدرسون ويتخرجون من هذه الجامعة.
وبجانب ذلك، هناك العلاقة التعاونية المتينة بين معاهد و جامعة دار النجاح جاكرتا إندونيسيا بجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. كان برنامج مقابلة الملتحقين لهذه الجامعة عقدت بمعهد وجامعة دار النجاح من خلال ٢٠٠٥ إلى ٢٠١٥ ميلادية.
ومن هذه كلها سوف نشتق بهذه الجامعة شوقا عظيما الذي بارك الله أهلها وما فيها.
فيا أيها الأصدقاء، يا من امتلأ قلبه بالخوف، ويا من امتلأت نفسه بالعاهات والآفات! هيا بنا نعود إلى هذه الرحاب لنملأ قلوبنا بالأمن، والإيمان، والسلامة، والإسلام.
وندعو دائما بقوله “اللهم ارزقنا زيارة بيتك المعظم ورسولك المكرم في هذا العام وفي كل عام بأحسن حال”. اللهم آمين يارب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته